February 6, 2018


من ضمن مصطلحات التشبيه التي نستخدمها لتشبيه العلاقة بين المانح والممنوح هي علاقة الزواج، طبعا التشبيه المقصد به توضيح لأي مدى تكون تعقيدات العلاقة التجارية بينهما من خلال اقتباس تعقيدات العلاقة الزوجية وسعي الزوجين لتخطي الصعاب في سبيل ضمان استقرار الأسرة والسعي نحو مستقبل أفضل، لكن ماذا عن العلاقة بين المانح والمطور لبرنامج المنح الخاص بالمانح! هل من الممكن ان نشبهها بنوع من أنواع الزواج الدارجة بزمننا بحكم طبيعة العلاقة بينهما، ام أن الامر مجرد علاقة لها اهداف تنتهي بتحقيق هذه الأهداف ثم نجدها قد انتهت!

المطور المقصود به هو المنشأة او الفرد الذي يسعى لبناء برنامج منح للمانح المحتمل في سبيل تمكين المانح من تقديم فرصة الفرنشايز الخاصة به للممنوحين المحتملين لاحقا عند اكتمال برنامج المنح، بالتالي يستوجب الامر توضيح المقصد ببرنامج المنح وهو الحزمة الكاملة لفرصة الفرنشايز الخاصة بالمانح ونستطيع هيكلتها وفق التالي:

1.      ما له علاقة بمتطلبات جهات تنظيمية كمستند الإفصاح او متطلبات تسجيل.
2.      دليل الفرنشايز.
3.      إدارة فرصة الفرنشايز.

بناء عليه فبرنامج المنح يتضح لك بأنه يتعامل مع عدة أطراف، كنشأة فهو تحت مظلة المانح واما كأطراف فهم كالتالي:

1.      جهة تنظيمية.
2.      إدارة داخلية ضمن الهيكل التنظيمي لكيان المانح.
3.      ممنوحين محتملين.
4.      ممنوحين قائمين.

مما سبق سيتضح لك بأن برنامج المنح هو عبارة عن برنامج خاص بفرصة الفرنشايز بشكل كامل للتعامل مع كل تفصيل تحت مظلة هذه الفرصة، هنا كذلك سيتضح لك بأن علاقة المطور بالمانح هي فقط في إطار برنامج المنح، هناك علاقة أخرى ولا ترتبط بصلة ببرنامج المنح بمرحلة تطويره وهي بالتسويق للفرصة وهذا الامر مرتبط بقرار المانح، فقد يقتصر التسويق للفرصة على المطور ان كان المطور يمارس التسويق للفرص او كذلك قد تكون العلاقة بين المطور والممنوح المحتمل من جانب خدمة الاستشارات التي سيلجأ الممنوح المحتمل للمطور بغرض الحصول عليها، ستتنوع أوجه العلاقة خارج مظلة برنامج المنح لكن ما يهم هنا هو أنها ستتشكل وفق أهداف مختلفة عن أهداف التطوير لفرصة فرنشايز المانح.

هذه التدوينة هدفها متمثل بعنوانها وقد أسهم بتدويني لها ملاحظات على محتوى محلي من خلط تتعدد الأوجه به، فمرة تجده يصل لمرحلة تطوير المنتج او الخدمات ويتبعها بتقييم كذلك، وأحيانا تحميل المطور تبعات فشل برنامج المنح الخاص بفرصة فرنشايز المانح وهكذا؛ من هنا يستوجب الأمر توضيح طبيعة العلاقة بين المانح المحتمل والمطور من خلال محاور العمل على برنامج المنح لفهم كيف تتكون تبعات او اثار هذه العلاقة، لتوضيح خطوات العلاقة فهي وفق التالي باختصار:

1.      تحديد المانح لنمط التوسع وما يستهدفه.
2.      تقييم المطور لنمط التوسع والأهداف وتحديد الحل الأفضل.
3.      تقييم المطور لبنية النشاط الخاص بالمانح وفق حالته القائمة.
4.      توافق على مسودة خطة برنامج المنح.
5.      تطوير برنامج المنح.
6.      تسجيل ثم إطلاق الفرصة.

من خلال ما سبق ستجد بأن ما ذكرته لك من خلط يتمثل بنقطة يكون بها الالتقاء بين المطور والمانح ببنية النشاط وفق النقاط السابقة وهي النقطة الثالثة المتمثلة بتقييم المطور لبنية النشاط وفق حالته القائمة، فهنا فعليا تتحدد قدرة الاستمرارية بتطوير برنامج المنح من عدمه لعدة أسباب، بالتالي بعضها:

1.      قد تكون البنية غير مكتملة مما يتطلب خدمة إضافية لتهيئتها وتنظيمها وضمان كفاءة وفاعلية التشغيل بها.
2.      قد يبدي المانح المحتمل بعض التحفظات على آلية وصول الخدمات/المنتجات للممنوح المحتمل.
3.      قد تتغير رغبات المانح المحتمل التوسعية مع برنامج المنح مما قد يستوجب تغيير نموذج المنح بشكل كامل (هنا اقصد بنموذج المنح نظام الفرنشايز).

وفق ما سبق سيتضح لك بأن العلاقة بين المانح المحتمل والمطور تمر بعملية التعقيد بها متفاوت، كذلك هنا يجب ان تعلم بأن ما سينتج هو ما ستشاهده لاحقا عند عرض المانح لفرصته بالسوق، بالتالي كل أخطاء هذه المرحلة سيتم كشفها عند نفوذ الفرصة للسوق وبدء الممنوحين التشغيل لها؛ بالطبع بعض المطورين يتخذ خيار الاستمرارية في سبيل إنجاح العلاقة بينه وبين المانح المحتمل والبعض الآخر يجد نفسه مضطرا لإنهاء العلاقة حيث انه سيجد نفسه مضطرا لدخول مسلسل غير منتهي من رغبات المانح المحتمل وبالتالي انحراف عن الأهداف واهمال منهجية مما سيجعله لاحقا محط انظار الآخرين بأنه غير متمكن بمجاله، كذلك تجدر الإشارة الى ان بعض المُنّاح المحتملين يقدمون على عملية التطوير لبرنامج المنح بأنفسهم، فعليا الأغلبية هكذا لعدة أسباب وهي بالمجمل كالتالي:

1.      ضمان الدعم المستمر بالاعتماد على الفريق الداخلي سواء بمرحلة التطوير لبرنامج المنح او التطوير اللاحق عند التحديث او كذلك إدارة فرصة الفرنشايز.
2.      المرونة العالية بتطبيق الأفكار.
3.      التكلفة.

من هنا نكون قد تناولنا اول نقطة تستقطب خلط نقرأه ونشاهده ببعض المحتوى المحلي، نأتي الآن على الأهم وهو اين الخطأ اذا! فعليا التعبيرعن فشل مطور ببرنامج منح وفق حالة قائمة يشهدها الجميع والخطأ هنا فعليا هو بإغفال برنامج المنح وتحميل المطور بذاته، فالمطور هو طرف له دور مؤقت مرتبط بهدف ومن ثم ينتهي ويذهب الى حال سبيله، بينما المانح هو المسؤول عن برنامج المنح بشكل مستمر، بالتالي يصعب جدا تحديد دور المطور بنشأة الخطأ وتحميله تبعات فشل برنامج المنح، كتقريب على هذا الأمر تصور بأنك قد تملكت مركبة جديدة ولم تلتزم بإجراءات الصيانة ومن ثم قمت بمواجهة مشكلة بالمحرك وقمت بالادعاء على المصنّع بأنه لم يقدم منتج جيد هنا من تعتقد المخطئ! بالطبع انت، الامر تماما بين المطور وبرنامج المنح من حيث التبعات والتقييم لها، بدون ذكر كذلك المستوى التشغيلي للمانح لعلامته وما قد يتسبب به من قرارات قد تلحق ضررا ببرنامج المنح سواء كان التطوير عن طريق المطور ام عن طريق التطوير الداخلي من قبل المانح؛ يبقى أمر أخير وهو ان هذا لا ينفي بشكل كامل بأن المطور غير مخطئ وهذا الامر يكون بحاله واحدة وهي في حال كان المطور لم يتقن بناء برنامج المنح بشكل سليم وهو يتمتع بكل الدعم المطلوب، هنا يكون المطور هو من يتحمل تبعات برنامج المنح بشكل كامل، الإشكالية هنا هو بغياب القدرة على اكتشاف هذا الامر، فلا توجد أي منشأة تطلعك على التفاصيل الداخلية وبغياب التفاصيل عوضا عن التقييم العميق لها لا تستطيع ان تكتشف حقيقة فشل المطور من عدمها كطرف لا تملك أي تفصيل الا بتكرار فشل برامج المنح التي قد قام بتطويرها المطور، هنا فقط تستطيع القول بأن هذا المطور قد فشل حيث قد تكررت اخطاؤه بنمط متجانس أدت لتناسخ التعثرات لبرنامج المنح، كختام للنقطة الأول فتأكد بأن التعثر ان كان بمدة زمنية لاحقة تقدر بسنوات من التشغيل الناجح فهنا ثق ثقة كاملة بأن المانح هو المسؤول بشكل مباشر عن هذا التعثر، لا اريد حصر كل الاحتمالات، غرضي فقط توضيح خطوط عريضة لهذا الفشل بهذه النقطة المتصلة ببرنامج المنح والتعثر الذي يتبعه.

النقطة الثانية وهي بالمنتجات والخدمات والتقييم لها وربطها بالمطور، قد تعتقد بأنها تتصل ببرنامج المنح وفق النقطة الثالثة لخطوات العلاقة بين المانح المحتمل والمطور المذكورة سابقاً، فعليا هذا غير صحيح بشكل كامل، فما يهم المطور هو البنية التشغيلية لهذه الخدمات والمنتجات فقط، لا يصل اهتمامه اطلاقا بجوهر المنتج او الخدمة لأنها خارج نطاق خدماته بشكل كامل، فدوره يقوم على النقل وفق منهجية لبناء برنامج منح يسهم بمشاركة الفرصة، هو بالأساس لا معرفة له سواء ان كانت منتجات متمثلة في الببيتزا، مشروبات، احذية، أزياء او منتجات تجميل ...الخ او ان كانت خدمات متمثلة في الصيانة المنزلية، صيانة المركبات او خدمات طبية... الخ، بالأساس تصور الخبرة بكل هذه المجالات امر عبثي لا يرتبط بعقلانية حتى بوجود تجارب لسبب واحد متمثل بعدم الممارسة المستمرة بكل مجال مما تم ذكره، عليه ربط التقييم للخدمات او المنتجات بفشل مطور ربط قد انطلق من تصور قاصر، الامر تماما كذلك عند تقييم المطور لفرصة فرنشايز وفق مجالها الفني، انا شخصيا لو اخبرتني عن فرصة لعلامة منتجاتها أغذية صحية مثلا فلن اعرف بماذا اجيبك، انا يهمني برنامج المنح اما الباقي فلن استطيع اجابتك وان اجبتك فيجدر بك الحذر من اجابتي وتقييمها وفق معطيات المجال، ببساطة هذا لأني لست بممارس بالمجال، الأمر الوحيد الذي استطيع تقديمه لك هو إحساس احب ان اعيشه عند اكمال وجبات غذائية فقط، ولا اعتقد بأن رأيي سيشمل البقية من العملاء او يشكل لك دعم لقرار فأنا فعليا هنا مجرد عميل لا اقل ولا اكثر.

تتعدد كذلك نقاط الخلط إلا أن ما سبق هو ما لاحظت كثرة التكرار له ورغبت بالتدوين وتوضيحها وتوضيح ممارسات قد تسهم بشيوع مفاهيم خاطئة تجعل من الصعب معالجتها لاحقا.

كختام فالعلاقة بين المانح المحتمل والمطور المدى لها اقصى ما يصله هو بما يمثله التعاون بينهم وأهداف من خلف هذا التعاون، فتطوير برنامج منح يكون اقصى مدى للعلاقة هو بدعم المانح وفق مدة زمنية متفق عليها لتشغيل برنامج المنح الخاص بفرصة الفرنشايز، اما ان تمثل التعاون بالتطوير والتسويق فالأمر سيصل بالعلاقة ان تمتد الى وقت غير معلوم ما يكتب نهايتها فقط هو إنهاء دور التسويق للمطور حيث انه العنصر المتصف بالاستمرارية هنا، اما ان كان الامر يصل لتشغيل فالمدى للعلاقة متشعب على مستوى المانح وممنوحيه وفق علاقتهم ومستمر من استمرارية العلاقة، قد يشكل لك المدى فضول بمعرفة لأي عمق يصل، تأكد بأنه لا يتعدى بأقصى عمق يصله مرحلة التشغيل لبرنامج المنح سواء باستقطاب او متابعة ممنوحين قائمين وعلى العموم هذا الأمر نادر فعليه فضولك للمدى لن يتجاوز بشكل عام أبعاد برنامج المنح وما يتصل بالمطور كطرف بها.

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...