January 21, 2013





هناك قصة قصيرة عن عميل لدي من فترة قريبة أود أن أبدأ بها وكيف (العميل بالنسبة لي هو المستثمر بصفة عامة سواء مانح او ممنوح او مستقل وبالنسبة لصاحب النشاط من خلال منافذه فهو المستهلك) كان يراسلني من فترة لفترة والفرق بينهم قليل بغرض الإستفسار عن علامات تجارية وإمكانية الحصول عليها محلياً، طبعاً بكل ردودي عليه كنت أخبره بإستحالة الحصول على فرصة الإستثمار بهذه العلامات لأسباب عديدة، منهاً مثلا عدم تقديم أصحاب هذه العلامات لفرصة فرنشايز، لكن السبب الأكثر حضوراً هو حصول مستثمر على هذه العلامة التجارية، بالطبع هو كان يتسم بروح مرحة إلا أنه كان يستغرب بأن عند كل رد يكتشف بأن الحاصل على هذه العلامة التجارية هو ممنوح واحد فقط وكأن هذا الممنوح قد تحول لدار العلامات التجارية اليتيمة، طبعاً هو من حرصه كان يستغل اي علامة تجارية يعتقد بأنها غير موجودة ولها فرصة من النجاح ويستفسر عنها حتى في رحلاته السياحية، وكذلك الرد دائما ما يكون بالإستحالة.

إضافة إلى هذه القصة هناك مثال آخر يعيشه الكثير من الموظفين الناجحين وهو أنهم يجدون من يحاول تقييد قدراتهم لكي لا يرتقوا ويتركوه خلفاً، وأكاد أجزم بأن الكثير قد مر بهذا الأمر، فبعض هؤلاء المقيدين لقدراتك من المعتوهين قد يستخدمون السلطة في إفشال ما ترغب بتقديمه للرقي بمنشأتك، وبعضهم قد يسرق عملك، والبعض الآخر قد تكتشف بأنه قد نصب لك مكيدة وتكتشف بأنك أصبحت في دائرة المفسدين بدون أن تعي هالأمر وتبدأ تتحول بيئة العمل لديك إلى بيئة تسعى إلى التخلص منك بأقرب فرصة، طبعاً هؤلاء المعتوهين لا يريدون لك النجاح خوفاً من تعريتهم بالإضافة إلى أنهم لا يرون في نجاحك طريق الصعود، فالصعود بالنسبة لهم يتسم بقدرات الخبث والإحتيال ورضاهم لن يصدر الا على من يظهرون لهم الطاعة العمياء والتنفيذ المباشر، وبالطبع فهذا كله سيهيء نشوء بيئة عمل فاسدة.

الفقرتين السابقتين الرابط بينهما هو سطحية يتسم بها سواء الهامور المستحوذ على علامات تجارية عديدة بهدف السيطرة او رئيسك بالعمل ان كان من هؤلاء، لكن بحكم اننا اوردنا الرابط فلا بد من توضيح عدة أمور، وهي بالبداية ماهو الهامور!!! بالنسبة لي شخصياً فإلى ما قبل عام 2006م كان مصطلح الهامور مرتبط بالسمك فقط، بعد هذا العام اكتشفت بأن له معنى آخر بعد كارثة الاسهم التي عرف بها سوق الاسهم السعودي، طبعاً لم اكن ضحية ولم ادخله اصلا لكن مما ارى واسمع تعرفت على الهامور او الهوامير الجدد وبخلاصة هو صاحب الأرصدة المالية العالية واللذي غالباً او بالأصح دائماً ما يتسم بجشع وحبه لصيد كل موجودات الافراد المالية والعينية وبأي وسيلة حتى لو يظهر نفسه أنه من عباد الله الصالحين، وحتى لو اقتضى الأمر كذلك الى تقديم صكوك غفران لهم. يلي الهامور صغار المستمثرين وهنا إشكالية، فقطاعات الأعمال اختلاف مفهومها من اختلاف سياقها بشكل عام، فمثلاً ستقراً قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وستقرأ كذلك قطاع الأعمال البتروكيماوية او قطاع البتروكيماويات مثلا، كذلك قطاع الأعمال العام او القطاع العام... الخ، بالنسبة لصغار المستثمرين فهنا سأتحدث عن دول الخليج العربي فهم عادة متقاربين بمواردهم المالية واصنفهم تحت قطاع الأعمال الصغيرة ولتعريف قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة والكبيرة إشكالية كذلك بإختلاف الدولة او النطاق الجغرافي، فمثلاً المنشأة التي يقل عدد القوى العاملة لديها عن المائة تعتبر من ضمن قطاع الأعمال الصغيرة بينما في دولة أخرى ستجدد العدد يرتفع إلى الخمسمائة، وكذلك حجم ما تحمله العمليات المالية لدى هذه المنشأة، فمثلا قد تجد في دولة انها تحدد سقف العمليات تحت مبلغ المليون ريال وأخرى تحت مبلغ الخمسمائة الف ريال وهكذا، هذا عوضاً كذلك عن عدد الوحدات (الفروع او المنافذ)، وقد تجد كذلك من يصنف اصحاب الاعمال المنزلية تحت قطاع الاعمال الصغيرة ومنهم من يصنفهم بشكل مستقل خارج قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسط والكبيرة وهؤلاء متعارف عليهم عالمياً بالـ Home Based Business اي انه اصحاب هذه الاعمال يديرون اعمالهم من منازلهم الخاصة مهما كان حجمها، حتى ان بعض الشركات المانحة للفرنشايز وبعض الشركات المقدمين للفرص التجارية اصبحوا يقدمون رخص يستهدفون بها الراغبين بالعمل من منازلهم (الباكيج للرخصة هنا عادة ما يتقارب مع مفهوم رخصة العمل) وبمجالات عديدة كذلك. ما يهمنا هنا هو توضيح قطاعات الأعمال وإلى اين يفترض بصغار المستثمرين ان يُنسبوا وإلى اين كذلك كبار المستثمرين (كذلك الهوامير) أن يُنسبوا!!!.

الآن قد تعتقد بأنه قد حان ما له علاقة بعنوان التدوينة عن مزاحمة الهوامير لصغار المستثمرين!!!، لنبدأ ولنكن واقعيين ونقول لماذا لا يستثمرون من الأساس، فهل نضيق عليهم في سبيل إعطاء الفرصة لصغار المستثمرين وبالتالي يرحلون بمواردهم المالية أم نقول بأنه يجب بان تكون لكل فرصة المستثمر الأنسب لها أم نقول بأن الأمر راجع لنفس البيئة الجغرافية الجامعة لهؤلاء، اعتقد الإجابة هنا من الصعب توحيدها لكن لنطرح امر بسيط كإستفسار ونقول هل من الممكن ان نرى بيل جيتس يحصل على رخصة فرنشايز لماكدونالدز!! ام هل ممكن ان نرى فينس مكمهان يطمع بزيادة موارده المالية ويضيف للدبليو دبليو إي حقل جديد لديه ويحصل على رخصة فرنشايز لدبنهامز!! في عالمنا العربي اعتقد تعود الكثير ان يسمع عن خبر حصول عائلة تمتلك موارد مالية هائلية ولها عمليات في مجالات عديدة من خلال علامات تجارية عالمية وتقرأ خبر جديد عن حصولهم على فرنشايز علامة تجارية معينة، حتى ان بعض العائلات تحولت إلى عمالقة في شبكات الممنوحين في مجال الفرنشايز حول العالم، بعضهم تعدت العلامات التجارية لديه حاجز الخمسة عشر علامة ولا زال هناك جهد لزيادة الرصيد، طبعاً الإشكالية هنا في أنه هؤلاء ينافسون على سوق الريتيل بشكل كبير بجميع مجالاته وهو كذلك مقصد صغار المستثمرين ومتوسطيهم ايضاً، بينما بعض كبار المستثمرين قد ابتعد عن هذا المجال وانحصر بمجالات اكبر مناسبة لحجمه ايماناً منه بأن هذا نطاقه وكذلك مستوعب له واعتقد هم قلة فلا احصائية الحقيقة استند عليها هنا.

من المعروف بأنه رخصة الماستر ورخصة التطوير هما الرخصتين الوحيدتين المتوفرتين لكبار المستثمرين في عالمنا العربي بحكم هدف السعي نحو حصرية لنطاق جغرافي، كذلك بعضهم يفضل رخصة التطوير عن رخصة الماستر حتى يبتعد عن قلق اسمه إدارة ممنوحي رخص الوحدات الفرعية (هؤلاء متواجدين بكثرة، حتى انهم في حوالي عام 2002  كان يتداول عنهم مطالباتهم بإستحداث تخصصات في الجامعات تختص بالمبيعات، اي تخرّج بائعين فقط حسب مفهومهم، قد تضحك ان عرفت بأن هؤلاء المطالبين لا يعرفون حتى كيف يستقرئون توقعات مبيعاتهم سوى بالنمط الشعبي وبل اغلبهم ان لم يكن جميعهم لم يسمع عن انظمة الـ ERP ودورها في تخطيط الموارد وعمليات النشاط وقدرتها على تحقيق مستوى مبيعات افضل مع انه انظمة المانح الإدارية متوفرة لكنهم استبدلوها، وبل حتى انهم لم يفهموا خصائص عملائهم ودائما بعضهم الى اليوم لا زال يلجأ لمفهوم البائع الخارق القادر على تمرير اي سلعة لسلة مشتريات العميل) ويفضل الإستحواذ كذلك على إيرادات الوحدات عوضاً عن مبدأ المشاطرة داخل رخصة الماستر، طبعاً كذلك بعضهم اسهم في خلق فرص عمل وتنمية خبرة محلية وآخرون لم يؤمنوا بهذا المبدأ وفضلوا إستقدام قوى عاملة بداعي نقص الخبرة، ومن المعروف بأن أي باكيج فرنشايز بصفة عامة يتضمن عنصر التدريب وبالتالي فنقطة التعلل بنقص الخبرات هي بصفة عامة مجرد إسطوانة فارغة (بعضهم بالمناسبة لا يعرف عن محتويات باكيج او حزمة رخصة الفرنشايز اي شيء) يتم ترديدها بإستمرار، وهنا سيظهر لنا كذلك رؤية المانح الأم في ممنوحه بالمنطقة وما يهدف إليه من خلاله!!

المانح طبيعي انه هدفه توسع وزيادة موارد مالية، كذلك طبيعي بأن من يبحث عنه لأجل التوسع يكون ذو قدرة مالية تساعده على تنفيذ رؤية المانح ورؤيته كذلك، إلا ان توفر الموارد المالية ليس هو فقط المعيار الوحيد هنا، فهناك كذلك خبرات الممنوح المحتمل وفهمه للسوق، وهذا هنا ما يزيد من فرصة الممنوحين المستحوذين على علامات تجارية عديدة بالحصول على المزيد بحكم تجارب سابقة لهم مع مُناح آخرين، فبصفة عامة هناك رضى من المانح عليهم، كذلك هم لهم انتشار وتغطية، لكن الا يضر هذا بالداخل ويؤثر على فرصة صغار المستثمرين بما هم مستهدفين به اصلا من نظام الفرنشايز، فمعروف بان نظام الفرنشايز المحرك الرئيسي له هو قطاع الاعمال الصغيرة والمتوسطة وإن لم يوفر لهم الإحتواء فمن الطبيعي بأن يواجهوا مراحل صعبة تقودهم إلى الفشل وتخرجهم من تحت مظلته وبالتالي فشله.

 مما سبق أتمنى بأني استطعت ان اقدم لك ما تؤسس به تصورك عن ما يخص بمزاحمة الهوامير لصغار المستثمرين بمجال الفرنشايز كما ورد بعنوان التدوينة.

نأتي الآن لنقطة توضيح أسباب نشوء هذه المُزاحمة وهي من وجهة نظري اراها كالتالي:

1.      حجم معرفة ضئيل يتسم به المستثمرين وبالتالي نضوب افكار ولجوء إلى حلول جاهزة مما يجعل للموارد المالية دور في الإستحواذ على الفرص وبالتالي فكبار المستثمرين او الهوامير لهم النصيب الأكبر.
2.      غياب بيئة صناعة الفرنشايز وبالتالي جهل بها وبأهميتها.
3.      غياب عام وضعف كذلك من الموجودين من ممولين وداعمين لراغبي الإستثمار تحت قطاعي الأعمال الصغيرة والمتوسطة، كذلك هالأمر منه ما هو متصل بالمانح ومنه ما هو متصل بالمراكز المستقلة.
4.      العولمة ولجوء المستثمرين إلى فرص عالمية عوضاً عن تقديم فرص وطنية والرقي بها لمستوى العالمية.
5.      عشوائية سوق محلي وقوى عاملة مما جعل صغار المستثمرين  يرون خطر متعدد الأطراف سواء بسبب العشوائية او بسبب منافسة منافذ الممنوحين (الهوامير) بعلاماتهم التجارية لهم.
6.      ضعف التعليم وقلة موارد المعرفة (لفترة سابقة بناء على الواقع الحالي لبعض المستثمرين).
7.      ثقافة عملاء او مستهلكين وتأثيرها في صنع قرار المستثمرين.
8.      تفضيل المُنّاح لاصحاب الموارد المالية العالية والخبرات السابقة.
9.      اختلاف ثقافات او مدارس إدارية في تطوير الأنشطة التجارية وغياب الديناميكية.
10.  طبيعة نظام الإقتصاد وانظمة بيئة العمل لكل المجالات داخل النطاق الجغرافي للمستثمرين.
هذه كأسباب ارى بأنها أدت لنشوء هذا التزاحم، كذلك نقطة إلى متى!!! فمن الطبيعي أن يبلغ الجميع اقصى مستويات الدورة لحياة اعمالهم Business or Organization Lifecycle   سواء بأعمالهم او طموحاتهم وما هو عليه واقعهم وبالتالي تحدث إنتكاسة إن لم تتم عملية الإنتقال الإفتراضية لواقع الحال، وهذا طبيعي ولهذا الأمر طرح متعدد (لا تهتم بالطرح المندرج تحت الفلسفة العامة وحاول البحث عن الطرح المندرج تحت الفلسفة التطبيقية) وتستطيع مقارنته مع واقع الهوامير ومزاحمتهم لصغار المستثمرين في الفرص.

لا بد أن نعي كذلك بأن لكل مرحلة ظروفها، إلا أن تغير مراحل وإستمرار ظروف سينتج عنه إختلال دائم يصعب التخلص منه، وبل احيانا يصعب إقناع المصابين به ويتحول الأمر إلى خزعبلات الحسد وخلافه.

بالأخير فهذه التدوينة عبارة عن نقاش لأمر يتشارك به الكثير والاراء به متباينه والإضافة محل ترحيب دائماً وشكراً.

0 comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...