October 26, 2014

تحديات تواجه صناعة الفرنشايز





قد تم التطرق لجزئية صناعة الفرنشايز بهذه المدونة بسياقات مختلفة، كذلك قد تم الحديث عن ان التعريف لها تعريف ضبابي تماماً كما الفرنشايز، وقد تم ذكر مكونات للخروج بتصور واضح عن الصناعة وكانت ابتداءً بوجود علامات تجارية بسوق خاص بها يلي ذلك تصنيفات للسوق تماثل التصنيفات المعمول بها خارج مظلة الفرنشايز يلي ذلك اطراف علاقة وبالطبع مانح وممنوح تحت مظلة الفرنشايز، كذلك إن اطلعت على تدوينة  نقاش عن قانون الفرنشايز ونجاح الصناعة ستجدني قد حاولت ان اوجد معايير مبدئية لقياس نجاح الصناعة، لكن بالطبع ستبقى النظرة للصناعة وقياس أدائها ومعرفة التحديات وخلافه امر صعب، كذلك عادة ما ستجد ان هناك حالة فرح مؤقتة مرتبطة بخبر بشكل كبير للحديث عن حجم صناعة الفرنشايز وعادة بوقت معارض الفرنشايز محلية او إقليمية ثم تختفي حالة الفرح التي عادة ما يصاحبها حراك مجمله مرتبط بالتسويق للعلامات التجارية مغلف بعبارات تتصل بتطوير الصناعة، ومن هنا احب ان اشير الى الدافع خلف كتابة هذه التدوينة وهو سؤال وردني من شخص على شبكة التويتر مهتم بمعرفة إحصائية عن العلامات التجارية بمجال الأزياء تحت مظلة الفرنشايز بالسعودية، وقد حاولت ان اقدم له كل ما لدي ومن ضمن ما ذكرت له إحصائية تعود لعام 2004 وكذلك هي من إعداد مكتب إستشاري، واضف لهذا إشارة لتغطية صحفية بالشرق الأوسط على الرابط التالي السعوديون يملكون 15 ألف ترخيص «فرنشايز» لشركات عالمية  ، بالطبع مأساة ان تجد نفسك مضطر لتقديم إحصائية تعود لسنوات او رابط يقدم رقم انت لا تثق به، بل مقدميه لا يفرقون بين أنظمة المنح، كذلك من المحبط لك ان تجد نفسك تسعى الى معرفة معلومة هي باعتبار ما وصلت إليه أنظمة المعلومات اليوم عبارة عن تحصيل حاصل بشكل آلي ثم لا تجدها، بل لا تجد النظم معمول بها، هذا بدون ذكر أن تكتشف بأن الامر متوقف ع جهد مكتب استشاري لإصدار إحصائية؛ لكي اضعك بتصور واضح عما اقصده تابع معي الرسومات التوضيحية التالية وأريد ان أوضح بأن كلها عبارة عن توضيح فقط أي ان كل ما تحمله من معلومات غير صحيح: 



بالطبع هنا إحصائية للعلامات التجارية العاملة بنظام الفرنشايز بالمملكة للمُنّاح المحليين والأجانب وفق تسلسل زمني.



بالطبع هنا كإحصائية لعدد وحدات موجودة وخارجة وجديدة يضاف لها فرص العمل وكذلك موجودة وخارجة وجديدة وكل ذلك وفق تسلسل زمني، وكتغير بنسبة مئوية التالي:

بالطبع هنا سيظهر لك إحصائية عن مُنّاح فرص الفرنشايز حسب جنسياتهم سواء محلي او أجنبي بالإضافة إلى المجال او الصناعة التي يعملون بها لمرحلة زمنية واحدة ولنقل لعام 2013 ميلادي.



بالطبع هنا سيظهر لك إحصائية عن مستوى الربحية لوحدات ممنوحي الفرنشايز حسب الإفصاح، سواء من حيث الخسارة، الربح الهامشي الضعيف، الربح الجيد والربح العالي وذلك وفق تسلسل زمني.


بالطبع هنا سيظهر لك إحصائية عن أكثر عشرة مجالات نجاحا تحت مظلة الفرنشايز وفق تسلسل زمني، بخصوص هذه الإحصائية رأيت ان اضعها على شكل رسم توضيحي عوضاً عن جدول، والتمثيل لكل مجال او صناعة هو من حجم الاستحواذ على أكبر نسبة مئوية بكل عامود بالمرحلة الزمنية، هذا فقط للتوضيح.

بالطبع هناك الكثير مما سيجعل التدوينة تطول، وكذلك اكرر بأن المعلومات غير صحيحة وما ذكر فقط على سبيل التوضيح، لكن ان كان ما سبق من رسومات توضيحية ستتوقع ان تجده فمصيرك مثل مصير الشخص السائل الذي قد ذكرت قصته ببداية التدوينة، ومن هنا تصور ان يكون عنوان التدوينة هو "تحديات تواجه صناعة الفرنشايز" ومن ثم تكتشف بأن حتى احصائيات بمستوى بسيط لا تتوفر، بكل تأكيد سينتابك الشك بخصوص المحتوى الا في حال خرج من خلال دراسة شاملة متعمقة تتيح أسس للإنطلاق، ومن خلالها بالطبع ستأمل بظهور بيئة تتيح لك كل ما سبق من إحصائيات، بل تصل لمستوى مؤشر أداء الصناعة   Franchise Performance Index   وبالتالي معرفة التحديات وصناعة القرار ستصبح واضحة وتضمن العلاج للعوائق، طبعاً كذلك ليست كل المعوقات مرتبطة ببنية الصناعة، فقد تكون من خارج مظلتها وهذا طبيعي، وللتوضيح إن كنت متابعاً لحراك صناعة الفرنشايز بالولايات المتحدة فبكل تأكيد بأنك تلاحظ التغطية والحراك المتعلق بقضية ماكدونالدز والمجلس الوطني للعلاقات العمالية المعروفة بـ ( Macdonald’s Joint Employer Case ) للاطلاع:  NLRB Rocks Franchise World By Authorizing Complaints Against Mcdonald’s As A Joint Employer; Signals Significant Step Toward Broadening The Joint Employer Test  ، وخلاصتها بأن ماكدونالدز تصبح شريكة بالتحكم والمراقبة بنشاطات التوظيف والموظفين بوحدات ممنوحيها، وهذا طبعاً ما يخالف أسس مفهوم الفرنشايز، كذلك سيجلب إشكاليات كثيرة على إدارة ماكدونالدز مما سيجعل نموذج الفرنشايز عبارة عن أداة توليد مشاكل لا حصر لها وبالتالي تهديد لصناعة الفرنشايز في حال عُمم على جميع المُنّاح، وكما سبق هذا للتوضيح على ما تشكل بعض المعوقات كمهدد لصناعة الفرنشايز، بإمكانك كذلك إضافة قضية الأجور ورفعها وخلافه، كل المقصد أنها لا تتصل ببنية صناعة الفرنشايز، ومن هنا كذلك بحكم أن التدوينة قد ابتدأت بالإشارة إلى التطرق لجزئية صناعة الفرنشايز بهذه المدونة بسياقات مختلفة فمن الأفضل ان نتعمق بها.

الصناعة يتعارف على أنها عملية الإنتاج لمنتجات او خدمات تحت مظلة الاقتصاد، مهما كانت طبيعة هذه الصناعة والتي ستحمل بالطبع صفتها، كصناعة المركبات او صناعة الإطارات ان تم التعمق داخل مظلة صناعة المركبات وقد تخرج وتتصل بإطار آخر كصناعة الآليات التي تعتمد على صناعة الإطارات وكذلك ستمتد إلى مجال الخدمات وهكذا، ما يجعل صناعة الفرنشايز التعريف لها ضبابي هو انها بالأساس لا يمارس بها انتاج لمنتج او خدمة مما سيستدعي تصنيفها إلى صناعة مستقلة ذات مُخرج واضح ومحدد، فمثلا بصناعة الفرنشايز ستجد صناعة الأزياء وهي نفسها موجودة خارج إطار صناعة الفرنشايز بل مستقلة وواضحة معالمها، وكذلك الصناعات الأخرى العاملة تحت إطار مظلة او صناعة الفرنشايز، بالطبع الآن اصبحنا امام ضبابية لا تساعدنا على الوصول الى فهم سليم، لكن ماذا عن كلا من مصطلح الفرنشايز Franchise  و الفرنشايزينق Franchising ، بالتأكيد بأن التعريف للفرنشايز قد تم ذكره اكثر من مرة بهذه المدونة، كذلك بإمكانك الإطلاع على تدوينة قاموس الفرنشايز ، لكن الفرنشايزينق تم التعارف على انه نفس مفهوم الفرنشايز بشكل عام، وبمجتمع مطوري الفرنشايز هو للدلالة على عملية التطوير للفرنشايز، وبهذا سيتضح بأن المصطلح بأساسه يدل على التطوير لقنوات توزيع وتوسع من خلال نظام ثبت نجاحه بشكل متكرر، أي ان أي نشاط خارج مظلة الفرنشايز لديه القدرة على التحول والتطوير ليقدم نفسه تحت مظلة الفرنشايز ولكي تتم عملية التطوير فلا بد من نظام يقدم مفهوم يضمن هذا التوسع بنجاح وهو ما قدمه نظام الفرنشايز من خلال عملية التطوير او الفرنشايزينق  Franchising، وكمثال ستجد بأن أي فرصة فرنشايز تقدم لك معلومات مبدئية خاصة بها تتضمن تاريخ تأسيس النشاط وتاريخ العمل بنظام الفرنشايز طبعاً بالإضافة إلى بعض المعلومات الأخرى، بإمكانك الإطلاع على الصورة التالية للتوضيح:


سيتضح لك بأن قبل العمل بنظام الفرنشايز كان النشاط كأي نشاط آخر خارج مظلة صناعة الفرنشايز، وبعد العمل بنظام الفرنشايز اصبح ضمن صناعة الفرنشايز وبالطبع مع احتفاظه بتصنيفه ضمن مجاله، ولهذا ستجدني قد حرصت عند طرحي لصناعة الفرنشايز بتدوينة نقاش عن قانون الفرنشايز ونجاح الصناعة ان اذكر المكونات للصناعة لجعلها واضحة للجميع، ومن هنا سيخرج تساؤل عن سبب عدم إدراج مطوري الفرنشايز ضمن المكونات ومع ان التساؤل طبيعي الا ان فعليا العمل الذي يقومون بها يعتبر بشكل كبير عمل إداري وتصنيفه تحت الخدمات الإدارية أو Business Services ، هذا عدا عن عدم اقتصار عملية التطوير عليهم، فبعض المُنّاح يقوم بعملية التطوير من تلقاء نفسه بالإعتماد على موارده وخبراته، ولهذا من الصعب إدراجها كمكوّن صاحب حضور دائم، ومن هنا كذلك سنستكمل الحديث عن الصناعة بشكل رئيسي ومستوياتها، فعندما تتحدث مثلاً عن أي صناعة فبكل تأكيد ان هناك مستويات لها فمثلا صناعة الخدمات الإدارية لا تتشابه مع صناعة الفواكه مثلاً وذلك لأن صناعة الفواكه اعتمدت على ما تقدمه الأرض من موارد بينما صناعة الخدمات الإدارية اعتمدت على المعرفة، كذلك من هنا ستجد بحكم ان هناك صناعة الفواكه مرتبطة بما تقدمه الأرض ستجد بأن هناك صناعة مرتبطة بها الا انها بمستوى مختلف وهي الآت والمصانع للتغليف وخلافه، وهكذا بالمستويات، لكن ما يهمنا هو المستوى الأهم وهو المستوى الذي يلعب الدور التنظيمي وكذلك التطويري وبالطبع سيكون متشعب تحت اكثر من مظلة لكن ما يهمنا هنا هو ان نوضح عند من تتركز صناعة الفرنشايز بكل دولة!، ان كانت الهيئة الوطنية هي ما فكرتم بها فهذا صحيح، فبالنهاية كل ما ستمثله صناعة الفرنشايز من صناعات فرعية متصلة بها كالغذاء والأعمال والمركبات والأزياء وخلافه ستصب بالنهاية تحت مظلة صناعة الفرنشايز من خلال الوحدات العاملة، وبالتالي التنظيم والرفع من أداء الصناعة وخلافه سيكون مرتبط بالهيئة الوطنية للفرنشايز بأي دولة، فمثلاً قد تقرأ ان حجم مبيعات اجمالي لوحدات فرنشايز تمثل 90 مليار ريال سعودي، كذلك بنفس الوقت هذا سيمثل حجم للصناعة والرقم كذلك سيمثل حجم مبيعات لنفس الصناعات الفرعية العاملة تحت مظلة الفرنشايز سواء كانت بمجال الوجبات السريعة مثلا او الأزياء وخلافه، كذلك ستجد خلق فرص العمل وانشطة جديدة من خلال وحدات الممنوحين تدخل تحت مظلة صناعة الفرنشايز وأخرى تخرج والبقية مستمرة.

بعد كل ما سبق بالتأكيد بأن أي حديث عن تحديات تواجه صناعة الفرنشايز سيجعلك تشك بمحتواه، وطبيعي كذلك بان ما سبق قد شكل لك محتوى يساعدك على بناء تصور لما تتوقعه، ولهذا تجدني بتدوينة النقاش عن قانون الفرنشايز ونجاح الصناعة قد ذكرت معايير مبدئية لقياس نجاح الصناعة، وذلك حسب تصوري افضل واقصر الطرق لوصول لرأي واضح، كذلك هي لا زالت تشكل بمخرجاتها داعم مقبول لمعرفة التحديات، لكن للحديث عن التحديات فكذلك بكل تأكيد بعد ما سبق ستعرف بأن للتحديات مستويات، فمثلا غياب البنية سيجعل معرفتك للتحديات تقريبا شبه معدوم اما بتوفر بنية بكل تأكيد التحديات ستصبح أوضح، بشكل عام سأذكر التحديات على الوضع الحالي حسب وجهة نظري وهي كالتالي:

1.      إيجاد هيئة وطنية تعنى بصناعة الفرنشايز.
2.      إيجاد تنظيم ببنية شاملة للصناعة.
3.      العمل على التشريع لقانون مستقل للفرنشايز (بتدوينات سابقة كذلك تم تغطية حجم هذا التحدي وطبيعته).
4.      العمل على تحسين بيئة الأعمال، فبدون بيئة أعمال ناجحة لا تتصور ان تجد صناعة فرنشايز ناجحة، وبالطبع الحديث عن بيئة الأعمال حديث متشعب لكن ما يهمني هنا هو بيئة الأعمال للأنشطة التجارية بحد ذاتها، فنجاحها ومواكبتها لعالم الاعمال اليوم سيكتب بكل تأكيد لصناعة الفرنشايز النجاح من خلال نجاحها المستقل.
5.      تطوير التشريعات بكل المجالات المتصلة بعالم الأعمال، فمثلا ما سبق ذكره من قضية ماكدونالدز ماذا لو واجهناها ولا توجد بنية تشريعات نثق بها كيف سيصبح حال الصناعة!
6.      تحفيز التمويل لفرص الفرنشايز.
7.      تحسين بيئة الإستثمار الأجنبي وعدم وضع عوائق مرتبطة بحماية مجالات وربطها بمصالح مواطنين، فبالنهاية الاقتصاد للوطن هو المتضرر.
8.      تحفيز المقيمين على الإستثمار بفرص الفرنشايز من خلال تحسين بيئة الإستثمار الأجنبي كما سبق ذكره بالنقطة السابقة.
9.      مقدمي خدمات تطوير الفرنشايز وتطويرهم، فللأسف البعض من مقتحمي صناعة الفرنشايز وخدمات التطوير لا طموح له سوى جمع المال بأي طريقة ويعمل على تضليل أصحاب الأعمال وبالتالي تقديم فرص فاشلة للسوق مما سينعكس بشكل سلبي على صناعة الفرنشايز والثقة بها من قبل الجميع سواء مُنّاح او ممنوحين وخلافه، وبالطبع هذا الامر سيتوقف كذلك على وجود هيئة وطنية وتقديم الاعتماد وكذلك سجل عملاء ثبت نجاحهم.
10.  أجهزة الإعلام والتغطية لصناعة الفرنشايز والعمل على تدريب منسوبيها.
11.  ثقافة العمل، لا تكترث بما يقدمه الإعلام بشكل كبير من محتوى متصل بثقافة العمل، فللأسف أصبحت ثقافة العمل مختزلة بالإقبال على العمل فقط، فهناك قيَم المنشأة والرؤية والسلوك وخلافه، وهذا للأسف نجده مفقود لدينا بشكل كبير وبالطبع هناك إخفاق من قبل المنشآت لكن الإخفاق كذلك ساهمت أجهزة الإعلام بتثبيته وبناء مفهوم مغاير لثقافة العمل عند الجمهور هذا غير الأيدولوجيات.

بالطبع كل ما سبق بحسب الوضع الحالي، ومما تضمنته هذه التدوينة ستدرك بأن التحديات متنوعة الا ان وجود أساس لا بد منه وهذا ما نرجوه جميعاً وأتمنى باني قد وفقت بالتغطية والمشاركة من الجميع محل الترحيب دائماً.





2 comments:

  1. جزاك الله خير على ما تقدم، عندي استفسار بسيط بارك الله فيك، لاحظت من نقاشات لمجموعة من المهتمين بالامتياز التجاري يتحدثون عن ان التمويل هو اساس ضعف الاقبال على الاستثمار بالامتياز، لماذا لم تدرجه على رأس التحديات، ارغب بمعرفة وجهة نظرك بالترتيب المذكور. الله يكثر من امثالك، ولك جزيل الشكر.

    ReplyDelete
    Replies
    1. العفو، الافضل اكتب تدوينة عن طبيعة التمويل ودوره بصناعة الفرنشايز، من انتهي منها راح انشرها

      Delete

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...