دائماً ما يتم الحديث عن الخطر الذي تشكله صناعة الفرنشايز على قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، بالطبع الحديث بهالنقطة لا نهاية له، فمنهم من يراه خطر حقيقي ومنهم من يراه فرصة توسع ومنهم من يراه كالعلاقة الثنائية الغير منفصلة بحيث إن تقدم أحدهما نجح الآخر وتبعه.
بالبداية وبحكم بأنه قد تم تضمين هاشتاق الريادة هنا فلا بد من التوضيح بأن متابعي الهاشتاق لن يجدوا هنا ماله علاقة بمفهوم الريادة وما يتبعه من محفزات لهم، ما يخصهم هنا هو ما سيؤول إليه حالهم عند الوصول لمرحلة الريادة، فبعد هذه المرحلة ستطرح بالتأكيد خيارات التوسع وبحكم أن الفرنشايز من ضمن اشهر طرق التوسع فسيفيدهم معرفة الحراك الحاصل في تلك المرحلة وخطر المنافسين عليهم، بل كذلك سيفيدهم معرفة دور الفرنشايز كأداة توسع، إذ في المنطقة العربية الريادة وما يصاحبها من أحداث ومقالات وخلافه مفصولة عن الفرنشايز بخلاف الدول الغربية فالريادة دائما ما يصاحبها الفرنشايز عند الطرح سواء من قبل مسؤولي الحاضنات أم من الكتّاب وخلافه.
بالطبع بحكم ان الفرنشايز أداة توسع فمن الطبيعي بأن يصبح منافس شديد لأصحاب المشاريع الجدد، فهم هنا يعملون بجهد لإنجاح علامتهم التجارية بينما بنفس الوقت يواجهون علامات تجارية ضمن سلسلة ضخمة يصعب التغلب عليها، عامل الخطر هنا قد يصل بهم لمرحلة الإفلاس كذلك، فمن الصعب مواجهة من هو أقوى منك، فبالنهاية موازين القوى هي من تعبر عن حالها، لكن ما هي درجة الخطر وبنفس الوقت من هو صاحب او لاعب دور الإحتواء للآخر!!!
ذكرت بأنه الحديث عن هذا الخطر حديث غير منتهي والآراء نحوه متفاوته، لنحاول أن نتوسع بفحوى هذه الآراء قليلاً حتى تتضح الصورة للجميع، اصحاب الرأي الخاص بأنه الفرنشايز يشكل خطر حقيقي لأصحاب المشاريع في قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة ينطلقون من مبدأ موازين القوى، فمن الطبيعي بأن تفشل أمام منافس كمكدونالدز او صب واي او ستار بكس، حتى وإن كان السوق يخدمك فستأتي مرحلة كساد ترهقك وقد تؤدي بك إلى مرحلة الإفلاس بخلاف قطاع الفرنشايز فحتى وإن وصلت الأمور لمرحلة الإفلاس فالعلاقة بين المانح والممنوح علاقة مستمرة مما يعني بأن التعاون سيسهم في مواجهة تقلبات السوق بشكل طبيعي، وكذلك حتى في حالات الإفلاس فحق الممنوح محفوظ بشكل مقنن ومتفق عليه مسبقاً حسب الإتفاق الذي يقدمه المانح لممنوحه وبالطبع الأمر هنا مختلف بين المنّاح، هذا عدا على أنه بكثر عدد وحدات الممنوحين سيواجه اصحاب المشاريع المستقلة خطر الإختفاء.
اصحاب الرأي الخاص بأنه الفرنشايز فرصة توسع كذلك ينطلقون من مبدأ موازين القوى لكن من خلال مرحلة التحول، فمن الطبيعي بأن ينشط اصحاب المشاريع بقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة ويرغبون بالتوسع وسيجدون بالفرنشايز وسيلة فعّالة لهم، سيواجهون منافسة بالتأكيد لكن خلال مرحلة التحول وزخم العمليات لديهم سيتم بناء عامل ثقة يساعدهم على النهوض والمنافسة خصوصا بعد تحولهم إلى تكتل يعكس قوة تطمح نحو التوسع، كذلك سيشكلون خطر على المنافسين الجدد وعليه فسيصبح السوق متعدد الأقطاب وكذلك سيصبح العميل صاحب خيارات عديدة مما سيجعل للأفضل مكانة لدى العميل وكذلك سيصبح العميل داعم له.
أصحاب الرأي الخاص بأنه قطاع الفرنشايز وقطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة كالعلاقة الثنائية الغير منفصلة ينظرون للأمور بديناميكية أكبر، وهذا ما أميل إليه، فالفرنشايز صناعة مستقلة بحد ذاتها وتعتبر أداة إحتواء وتوسع لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبالتالي فبنجاح اي طرف سيتقدم الآخر، فعندما يبدأ منافس جديد في قطاع الأعمال الصغيرة أو المتوسطة سواء كان بصفة المانح او الممنوح فهو هنا سيدعم القطاع نفسه ويدعم قطاع الفرنشايز وبالتالي المنضم لهما سواء كان كذلك مانح او ممنوح فهو مستفيد بحيث تصبح العلاقة تكاملية وكذلك تصبح المنافسة تحت مظلة واحدة وهي مظلة الكيان بكل ما هو مرتبط به من وحدات، وبحجم الأداء سيفوز الأفضل ويصبح له الحصة المثلى التي تمثل نتيجة ما وصل إليه، كذلك العميل سينعكس هذا الأمر عليه إذ هو من سيصبح الداعم لنموهم جميعاً.
طبعاً تنقلك بين الآراء سيصحابه خلط إذ أنك قد تنظر عند الحديث بهذه الاراء عن الفرنشايز بأنه يقصد به مقدمي الخدمة وإلا كيف يتم مساواته بقطاعات الأعمال جميعاً بدون تحديد ماهيته، إذ ما يتم بقطاع الأعمال سواء الصغيرة او المتوسطة أو حتى الكبيرة من عمليات هي نفسها تتم في قطاع الفرنشايز، فكيف ستستطيع التفريق بينهما!!!
لأجل أن تتبع الطريق الصحيح اجعل التفريق بينهما من حيث أنه قطاع الفرنشايز بحد ذاته صناعة مستقلة، وبالتالي وبحكم بأنه أداة توسع فمن الطبيعي بأن يضم قطاعات الأعمال جميعاً بحكم أنها تتخذه كأداة توسع لها، لكن عندما تجد منشأة تنتمي مثلاً إلى قطاع الأعمال المتوسط وكل ما تمتلكه من وحدات عاملة هي تحت ملكيتها المباشرة فهنا تستطيع تصنيفها على أنها منشأة تابعة لقطاع الأعمال المتوسطة ومستقلة عن قطاع الفرنشايز.
كمثال، برجر كنج، ينتمي لقطاع الأعمال الكبيرة لكن ملاّكه متعددين ومعروفين بأنهم ممنوحين لهذه العلامة التجارية سواء بدولة المنشأة او حول العالم، وبحكم انهم ممنوحين فهم يتعاملون تحت مظلة الفرنشايز وبالتالي فهم من ضمن الداعمين لصناعة الفرنشايز بالإزدهار، بخلاف منشأة مستقلة ولنسمها (ص) وتمتلك عدد وحدات عاملة لا حصر له وتنتمي لقطاع الأعمال الكبيرة لكنها هي المالكة الوحيدة لهذه الوحدات فبالتالي فالمنشأة (ص) تصنف تحت قطاع الأعمال الكبيرة المستقلة إذ أنها لم تتخذ الفرنشايز كأدة توسع وإكتفت بمواردها الذاتية.
بالنسبة لتعريف قطاع الأعمال سواء كان قطاع الأعمال الصغيرة، المتوسطة، ام الكبيرة فهو أمر شائك، إذ ستجده يختلف بإختلاف النطاق الجغرافي المتعامل به. عموماً هو بالأخير يصنف على المردود المالي الذي يحققه سنوياً وكذلك على الحجم المالي المتعامل به سنوياً، كذلك لحجم العاملين دور في تحديد التعريف، فقد تجد من يصنف قطاع الأعمال الصغيرة بأنه ذلك القطاع الذي لا يتجاوز عدد العاملين بالمنشأة الواحدة بها عن المئة فرد، وهناك من يرفعها إلى الخمسمائة فرد. طبعاً كذلك إختلاف التعريف مرتبط بحجم إقتصاد الدولة نفسها.
0 comments:
Post a Comment