تخيل كيف تعالج دول العالم وبالذات محليا
بالسعودية أمر دفع فئة الشباب إلى الإستثمار والإبداع والعمل الحر في سبيل خلق فرص
عمل ودفع بعجلة التنمية ومن ثم تجد من يظهر لك بموضوع عن المتقاعدين والفرنشايز،
بالتأكيد ستكون ردة فعلك مستهجنة، فمن الممكن أن تتمثل ردة الفعل بالتوقف عن إكمال
قراءة هذه التدوينة وإغلاق المتصفح، وقد تكون بتذمرات لفظية، وقد تكون بإتهامي بالجنون،
ومن الممكن ان تتمثل ردة الفعل بكسر الشاشة والإنتحار؛ من ناحية الإنتحار فبحسب ما
يريحك، اما كسر الشاشة فتوقف الأمر مو مستاهل ان يصل بك إلى خسارة بضعة مئات من
الريالات لأسطر كلها ثرثرة.
قد تكون المقدمة ساخرة وقد تكون مملة إلا ان معظم من تناقشت معهم
بموضوع هذه التدوينة تذمروا من حديثي وإعتبروه هراء في هراء، وبالمناسبة المعظم
هنا عبارة عن شخصين من مجموع ثلاثة اشخاص فقط، أما الثالث فأكمل معي النقاش بتوجيه
الحديث حسب وجهة نظره وكيف يمكن الإستفادة من المتقاعدين بحسب تجارب شركات عالمية
وذلك بإعادة توظيفهم والاستفادة منهم.
دائماً عندما تقرأ عن الفرنشايز تجد لمصطلح "العلاقة" وجود،
مهما كان سياق إستخدام هذا المصطلح ومظلته، فقد تكون المظلة قانونية، إستثمارية،
تطويرية وتوسعية وخلافه، وبالطبع العلاقة دائما ما يكون لها إطار زمني، بداية
ونهاية، وأي عقد فرنشايز ستجد له بداية ونهاية، قد تكون النهاية مستندة لإعتبارات
إلا أنها دائما موجودة، ما يهمنا هو أن العلاقة هي ذات إطار زمني دائماً، كذلك وهنا
الأهم، ما هي لحظة دخول الفرنشايز بحياتك كمستثمر برخصة وحدة (رخصة الوحدة وغيرها
سينطبق عليها هذا الأمر بشكل عام، إلا أنها الأنسب لتوصيل الفكرة، كذلك تطابقها مع
حالة المستثمرين الأفراد والمتقاعدين بشكل عام)!!!، وانت بعمر 25 سنة أو 35 سنة
أو 45 سنة، وإذا إفترضنا ان متوسط عمر
الرخصة هو خمسة سنوات لحظة تملكك لرخصة فرنشايز وبالتالي لحظة إنتهاء الرخصة ستضاف
خمسة سنوات إلى عمرك، لنجعل الشكل التالي يشرح لنا هذا الأمر:
أنت هنا مستثمر (ممنوح محتمل) برخصة وحدة، غير
موظف والتمويل لديك لا يعتمد على مدخرات من وظيفتك، فقد يكون بتمويل سواء من
مواردك الذاتية او بتمويل بنكي، ومن ثم ستبحث عن فرصة، ستقيمها ثم تقبل على تملك
رخصتها، ستبدأ بالتأسيس والتشغيل وبالطبع توظيف، ستنجح ثم ستستمر وذلك بتجديد
الرخصة؛ قد تعتقد بأن هذا طبيعي، بل هذا ما يفترض ان يحصل بعد أن ترى بعينيك نجاح
ممنوحين آخرين سواء محلياً او إقليمياً أو عالمياً برخصة نفس طبيعة رخصتك التي
تملكتها، لا تستعجل ولننظر للشكل التالي:
أنت هنا مستثمر (ممنوح محتمل) برخصة وحدة، متقاعد، التمويل لديك معتمد
فقط على مدخراتك من خلف وظيفتك، ستبحث عن فرصة وستقيمها ثم ستقبل على تملك الرخصة،
ستبدأ بالتشغيل وكذلك التوظيف، وبالطبع ستنجح وستستمر بتجديد الرخصة، وبالطبع كذلك
كما ينجح غيرك من ممتلكي رخصة الوحدة سواء محلياً، إقليمياً او عالمياً.
أريدك الآن ان تنظر للشكلين وبالطبع الشكل الاول على افتراض ان عمرك
بوقت حصولك على الرخصة 35 سنة، وعمر الرخصة خمسة سنوات وبالتالي مع انتهاء الرخصة
ستبلغ أربعين سنة، بالشكل الثاني انت مستثمر متقاعد، عمرك 60 سنة، وعمر الرخصة
خمسة سنوات وبالتالي مع انتهاء الرخصة ستبغ 65 سنة؛ طبعاً بكلا الشكلين
بالافتراضات بهم انت استثمرت بتملكك لرخصة وحققت عوائد وقمت بتوظيف آخرين بحسب
احتياج عمليات وحدتك، الا ان الشكل الأول التمويل فقط هو ما سيضمن قدرتك على تملك
الرخصة، الشكل الثاني مدخرات خطتك التقاعدية هي الداعم لك، وهنا جوهر التدوينة
"التمويل"، لا شك ان بمقدمة التدوينة قد ذكرت لك أسطوانة يرددها الجميع
بخصوص الشباب وما يتعلق بالتمويل لطموحاتهم، الا ان إغفال المتقاعدين امر للأسف
دائماً نكرره ولا نردد سوى أسطوانات الرحمة والمآسي بشأنهم، قد تتحرك بذهنك
افتراضات دائما متعلقة بهذه الفئة، سواء من عجز او خبرة وخلافه، بالبداية ان كان
للعمر دور كبير في قرارك فتذكر بأن الأعمار بيد الله عز وجل، ولكل منا أجله، اما
الخبرة فمن المعلوم ان رخصة الوحدة من الأساس لا تفترض بك هذا الشيء الا بمجالات
محددة وكذلك نادراً، اما العجز فمن المؤسف ان نتعلل بهذا الأمر، شخصياً رأيت من
يمتلك رخصة وحدة وهو لا زال شاباً ويُسند تشغيلها الى عمالة وهو يسرح ويمرح بعوائد
الوحدة، بمعنى آخر لا نستعجل بالحكم بناء على افتراضات، فهناك متقاعدين لا زالوا
يحنّون الى حياة العمل وبعضهم قد يتعرض لصدمات نفسية بسبب انقطاعه عن ما تعلق به.
بالأخير، ما اطرحه ليس مجرد حلم، فهو موجود بدول عديدة حول العالم، انا
فقط اطرحه بناء على ما قسته من حالة عدم التقبل لهذا الأمر، كذلك التمويل هنا بشكل
كبير يعتمد على الخطة التقاعدية، بل بعض المُنّاح يسعى الى المعارض التي تستهدف
هذه الفئة لما تشكله من فرصة له، هذا عدا عن التوظيف وخلق فرص عمل؛ بالتأكيد كذلك
أن لبيئة صناعة الفرنشايز دور كبير هنا، إلا أن الأهم هو وجودهم ووجود القدرة
لديهم على الإستثمار بالفرنشايز.
0 comments:
Post a Comment